نبيل فياض

مقالات مميزة

أهلا بكم في موقع الدكتور نبيل فياض

بعد خراب البصرة: هل عاد العقل إلى " الحماصنة "؟

بدأت قبل آذار 2011 بكثير!

بدأت يوم كان نادي الكرامة لا يقبل ضمن كوادره غير السنّة؛ ويطرد العلويين والمسيحيين والمرشديين إلى نادي الوثبة!

 بدأت مع أحداث حماة القرن الماضي، وقت بدأت العائلات تتجمّع طائفياً!

بدأت يوم كان تلفزيون سوريا الرسمي ينقل تدريبات نادي الكرامة وهم بالشورت الشرعي، والتلفزيون الأغبى مثقل بالسعادة وهو يظهر صلوات اللاعبين قبل أي تدريب أو مباراة!

بدأت يوم تم قتل أحد أفراد الأمن في مسجد في حمص بطريقة في غاية الوحشية، بعد لفّه بسجادة.

بدأت مع موجب التحجيب التي اجتاحت تلك المدينة من أعرق أسرها إلى أكثرها سوقية!

بدأت يوم قدم الرعاة وغزوا المدنية فتحوّلت حمص آل الفيصل إلى حمص الساروت!

بدأت يوم انتقل الحديث من سني علوي إلى شافعي حنفي!

بدأ مع إقفال الدولة كل الأبواب أمام العلمانيين، وإظهارها لطبقة قادمة من البادية لا علاقة لها بالمعرفة أو العلم. هل تذكرون أن أربعة ممثلين لحمص في مجلس الشعب كانوا يوماً من نمط سوسيولوجي معين؟

كان طبيعياً أن يوصل ذلك الحماصنة إلى حافة الجنون، وهم أشهر من أن يعرفوا " بالعقل "!

التهبت حمص كما توقعنا في شهر آب 2010 وأشعلت معها سوريا كلّها!

يبرود دمّرها الحماصنة!

النبك دمّرها الحماصنة!

قرى القلمون الأخرى لم يدمّرها غير الحماصنة!

بل نقل لنا قبل أن تستباح دير عطية أن الحماصنة المقيمين هناك كانوا يحرّضون بطائفية حقيرة المسلمين على المسيحيين!

الآن حمص مدمّرة!!

بيتنا في جورة الشياح صار أثراً بعد عين!

بيت خالتي في مساكن المعلمين أضحى ذكرى!

أجمل الأماكن التي انحفرت فيها ذاكرتنا في الحميدية وبستان الديوان صارت أطلالاً!

البناء يمكن تعويضه رغم صعوبة الأمر!

الشارع...

البنى التحتية!!

لكن ماذا بشأن السنوات الثلاث التي سرقها الحماصنة من أعمار السوريين؟

ماذا بشأن ذاكرتنا التي سُرقت عبر تدمير نقاط ارتكازها من كنيسة أم الزنار إلى الكنيسة المارونية إلى بيوت آل عازار في شارع الأظن؟

سيقول الحماصنة: أهل القصير!

لا!!

أنتم من دمّر سوريا!

أنتم من مشيتم خلف رجال الدين بأعين عمياء وأذان صماء!

أنتم من حملتم السلاح منذ اللحظة الأولى في ساحة الساعة الجديدة!

تسلّمون؟؟

وماذا تبقى حتى تسلموه؟؟

هل يوجد في حمص القديمة اليوم حجر على أخيه؟

صدقتم بذكائكم " الفذ " كذب الخليج حين أقنعكم بأن الدولة ستسقط، وسوف يأتي الحمد وموزته بالساروت وأبي صلاح قائدين لسوريا كلّها!

أنتم كارثة...

أنتم قتلتم الحياة فينا بغرائزكم الطائفية القذرة وانصياعكم غير المبرر خلف وهابيي الخليج، من قتلة وأعداء للحرية...

استرحتم اليوم؟

هدأت أعصابكم وأنتم ترون باب هود وباب السوق والورشة وغيرها تعصف بها رياح الموت والدمار؟؟

هل ستصدقون بعد اليوم قتلة القاعدة وإرهابييها؟؟

استسلمتم: هذه هي الحقيقة!

لكم كم أنتم أغبياء وأنانيون حين رفضتم التفاوض إلا على أشلاء مدينتنا التي نعشق!!

خربت البصرة!!

هل سيقرأ الدرس أهل الغوطة الشرقية قبل أن ينتهي الشجر والبشر في محيط دمشق؟؟

نتمنى ذلك...

ملاحظة: الحماصنة لا تعني كل من هو حمصي، بل كتلة لا بأس بها فشلت في التفكير بغير الغريزة.

 

Who's Online

15 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

اشترك بالنشرة البريدية

أنت هنا: Home مقالات بعد خراب البصرة: هل عاد العقل إلى " الحماصنة "؟